تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة مدونة حكيم الحديثة

تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة

تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة

شارك المقالة

تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة

تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة

جاء رمضان و برز فرح في الأرض والسماء وفي قلوب الناس الراجين لرحمة الله، فهو فرصة لنهدأ ونطمئن ونرتقي، وتربية للنفس على التكافل والتراحم وكل مشاعر الخير وأحاسيس النبل.. بدأت صلاة التراويح، لتغمرنا نفحات الرحمة ونسائم المغفرة. ووعيا منها بكل هذه المعاني الإيمانية، تُطِلُّ علينا قنواتنا الفضائية بثلة مغرٍية، ولا في الأحلام.. برامج ومسلسلات من كل حدب وصوب، تَأْتينا كل سنة وهي زاخرة بأطنان من التَّفاهات، ويا ليتها لم تحضر!


في كل الأوقات ، نجد برمجة مختلفة الألوان والأشكال، تجعلنا  طيلة اليوم أمام التلفاز، شغلنا الشاغل أن نكشف من قتل من؟ من أحب من؟ من تزوج من.. لقد فكروا واشتغلوا طيلة أحد عشر شهرا، لِيُؤَمِّنُوا لنا كل الرفاهية السمعية والبصرية من داخل بيوتنا.. يسْعون لراحتنا النفسية ونحن صيام، أقول لهم:  نحن بخير، ما دمنا لا نتابع قنواتكم!

تبدأ الحملة الإعلامية أياما قبل استقبال شهر رمضان: انتظرونا.. حصرياً على شاشتكم.. نجم الجيل الصاعد كما لم تروه من قبل.. لأول مرة على قناة.. بعد غياب طويل.. والكثير الكثير من الإعلانات التي تؤذي الأبدان من فظاعتها.

مع رمضان تنطلق عاصفة البرمجة الرمضانية؛ مسلسل تلو الآخر.. فهذا تدور أحداثه في إطار كوميدي ساخر، وذاك عبارة عن دراما اجتماعية مليئة بالمشاعر الجياشة، يختلط فيها الحب بالوفاء، فنحن شعوب لا تعرف معنى الأحاسيس إلا على شاشة التلفاز، والآخر مقتبس من الرواية الأكثر مبيعا في العالم العربي، وهذا مسلسل أكشن وتشويق داخل كواليس الجريمة والمحاكم، وتلك الإعادة الألف لمسرحية، توفي نصف ممثليها والنصف الآخر قابع بين جدران المستشفيات، وهذا أيضا مسلسل بدون سيناريو لكنهم أدرجوه، كيف لا وميزانيته تتعدى تلك المخصصة لقطاع بأكمله!

أخبروا المسؤولين عن هذه القنوات، أن غضبنا فاق الحدود، فلا داعي أن يطوروا مستوى الرداءة والمُيوعة في رمضان، التمسوا منهم الحفاظ على ما بقي من صحتنا النفسية، فلقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.

والأهم من ذلك كله، دقائق الكاميرا الخفية التي تحاول إيقاع "شخصية مشهورة "في الفخ لاستفزازها، كأنه لا تكفينا المتفجرات والحروب والوحوش التي تتجول على أراضينا، حتى تفيض النعم، ونصنعها نحن بأنفسنا، إخافة للناس أو بالأحرى ضحكاً على ذقون المشاهدين! بالله عليكم، من صاحب هذه الأفكار؟ كيف تطاوعهم أنفسهم تصوير أعمال مبتذلة، تستهزئ بوعي وذوق المتابعين، ولا تُوَلِّد ٌإلا مزيدا من الاجترار! 

نتسائل  دائما عن سر ربط وقت الإفطار بالحاجة إلى الضحك والفكاهة، من وضع هذه القوانين؟ كأن َّرمضان عبء ثقيل على كاهلنا، تنتظر النفس طرحه كما تطرح القافلة أعباءها، وهذا "الترفيه" ما هو إلا وسيلة لمساعدتنا على تحمل انقضاء الشهر الكريم؛ فكلما أمضينا وقتا أطول ونحن نتابع التلفاز، إلا ومرت أيامه بسرعة.

أَوَلَسْنَا نصوم إيمانا واحتسابا؟ أَوَلَسْنَا ننتظر بشوق تلك الدعوة التي لا ترد؟ فكيف لعمل، يقول عنه الله عز وجل في حديث قدسي:" كل عمل ابن أدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به"، أن يكون هما وغما على قلوبنا!

لا أنكر أن بعض البرامج ذات محتوى تثقيفي وتربوي غني، ولكن لماذا يتم بثها فقط في هذه الأيام المباركة؟ تغيب طيلة السنة لتظهر مع هذا الشهر.

ورغم كل الانتقادات التي تطال هذه "المنوعات"، فنِسَبُ المشاهدة الاستثنائية غالبا ما تصدمك.. صدمة لا يوازيها سوى تلك التي تعقب اطلاعك على ميزانية بعض المسلسلات.. مبالغ طائلة، تُجْمع من ضرائب، لا زالت تَنخر جيوب المواطن البسيط. لعل هذه النسب المرتفعة راجعة إلى صعوبة قطع الصلة بعادات وممارسات سيئة، في زمن أصبح فيه التغيير مقتصرا على وضع صورة على الفايسبوك أو كتابة تغريدة على التويتر..

تفاهة رمضان : برامج اعلامية رديئة

و في السياق ذاته نذكر قصة لشابة تحكي عن عادة "غريبة" يقوم بها والدها مع رؤية هلال رمضان. إذ كان يطفئ جهاز التلفاز، مُوهِما أطفاله الصغار، أن بث القنوات يتوقف طيلة هذا الشهر، ذلك لأن الناس يسعون قدر المستطاع للاستفادة من أيامه وبالتالي فلا داعي لإذاعتهم برامج لن يتابعها أحد.

تقول صاحبة القصة، أنه بعد مرور سنوات، ورغم اكتشافهم "كذبة " والدهم، إلا أنهم دأبوا على تطبيق عادته، فرمضان ارتبط بالنسبة لهم، بمعان إيمانية لا بمحطات تلفزيونية.

فمرحبا بك  يا رمضان، وسحقا لبرامجهم التافهة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان