التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا مدونة حكيم الحديثة

التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا

التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا

شارك المقالة

التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا

التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا
التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا

تشير أغلب الدراسات إلى أن الهواتف الذكية ذات تأثير شديد على التواصل والتفاعل الاجتماعي . فهي قد تدفع أطفالنا إلى الانتحار. وهذا ما حصل بالفعل نتيجة ظهور لعبة فيديو مؤخراً تسمى "الحوت الأزرق" إذ دفعت تلك اللعبة اكثر من مئة وثلاثين طفلاً في الولايات المتحدة ممن لعبها إلى الانتحار أضف إلى ذلك عشرات المفقودين ، وقد يقول قائل: إن اللعبة في الولايات المتحدة وليست في بلداننا فما الذي يدعو إلى القلق! في الحقيقة إن هناك عدة أمور تدعو إلى القلق أهمها وأقربها الوسم الذي انتشر كالنار في الهشيم في البلدان العربية قبل فترة بعنوان لعبة مريم والذي يعتقد البعض أنه النسخة العربية للعبة الحوت الأزرق بالإضافة إلى أن أي شيء يُنشر على الإنترنت لا توقفه حدود ولا بحار.

قبل تعداد بعض المشاكل الاجتماعية التي نشأت نتيجة غزو الهاتف الذكي وتطبيقاته للمجتمعات، دعونا نذكر سويا كمية التفاعل الذي يحدث كل دقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي -فقط- عبر هواتفهم الذكية! و علينا أن ندرك بعد قراءة تلك الأرقام كم هي نسبة هدر وتضييع االوقت من خلال هذه الإحصائيات  التي قام بها أحد مراكز البحث الإحصائي في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة  أثر تلك التطبيقات  على العلاقات الإنسانية بين الأفراد داخل المجتمعات بصفة عامة :

يحدث في كل 60 ثانية حول العالم على:

فيس بوك: أكثر من ربع مليون صورة يتم نشرها مع مشاهدة أكثر من 70 ألف ساعة من محتوى فيديوي.
يوتيوب: أكثر من 400 ساعة يتم تحميلها وحوالي 700 ألف ساعة يتم مشاهدتها.
غوغل: أكثر من 3.8 مليون عملية بحث.
تويتر: أكثر من 350 ألف تغريدة ماعدا تغريدات ترمب!
إنستغرام: أكثر من 65 ألف صورة يتم رفعها.
سناب شات: أكثر من 210 ألف سناب يتم رفعه.
واتس آب: أكثر من 29 مليون عملية دردشة مع أكثر من مليون صورة ترسل وأكثر من 175 ألف رسالة فيدوية يتم مشاركتها.
نت فليكس: أكثر من 87 ألف ساعة مشاهدة 
تندر: مليون عملية سحب 
أكثر من نصف مليون تطبيق يتم تحميله
سكايب: أكثر من مليوني دقيقة اتصال.

يشعر الكثير من الخبراء بالقلق تجاه التلاحم الاجتماعي ، فإنه وفضلا عن مساهمتها في تدمير مهارات التواصل، فان الهواتف الذكية تهدد التماسك الاجتماعي على العموم. و نتيجة الاستخدام المستمر للهواتف المحمولة، فقد انخفض التفاعل بين الأفراد بشكل كبير في العديد من الأوساط الاجتماعية. على الرغم من أن الناس لديهم شبكات اجتماعية واسعة ويتواصلون معها بشكل دائم، فإن معظم عمليات التواصل هذه تتم من خلال الهواتف أكثر من اللقاءات الشخصية. ونتيجة لهذا فقد تجد غرفة مليئة بالأشخاص مجتمعين فيزيائياً لكنهم لا يتفاعلون مع بعضهم البعض، اذ ترى ان كل شخص منصبا على هاتفه منعزلا عن المحيطين بها. و هذا ما سمته  عالمة النفس الامريكية توركل  بـ "مجتمعون لوحدنا" . حيث تقول "نحن مجتمعون معاً ولكن كل واحد منا يعيش داخل فقاعته، مرتبط بشدة بلوحة المفاتيح وشاشة اللمس الصغيرة"، لذلك تشعر توركل أن هذا السلوك يهدد التماسك الاجتماعي.

التكنولوجيا تهدد مجتمعنا : الهواتف الذكية نموذجا

كما تؤثر الهواتف الذكية على كيفية نظرة الناس إلى أنفسهم. إذ يخشى بعض علماء النفس أن استمرار استخدام الهاتف يزيد من انتشار النرجسية في المجتمع، لأن الناس مشغولون وبوتيرة متزايدة في مصالحهم وبنفس اللحظة هم متواصلون مع أصدقائهم. فالهاتف الذكي يسهل تركيز الشخص على نفسه لأنه يشجع الشخصنة. وأفضل مثال على ما ذكرناه هو ظاهرة "السيلفي" وهي التقاط الشخص لنفسه صورة بورترية بكاميرا هاتفه الأمامية، ليشاركها أو يشير اليها على شبكات التواصل. إن هذه الظاهرة انتشرت بتزايد منذ 2014 والتي يراها بعض الخبراء نموذجا صارخا عن مدى زيادة نرجسية المجتمعات. في هذا الصدد يقول بفرلي هيلز الطبيب النفسي"إن تنامي ظاهرة السيلفي هي تعبير مثالي عن زيادة ثقافة النرجسية في مجتمعاتنا".

وعلى الرغم من أن هناك خلافا حول ما إذا كان الهاتف الذكي يؤثر على التفاعل الاجتماعي أم لا، لكن من الواضح أنه سبّبَ تغيرات دراماتيكية في  في السلوك الاجتماعي. 

و من أمثلة تأثير الهواتف على  السلوك الاجتماعي ،  إعطاء المعلومات المهمة كالأخبار السيئة عبر الرسائل النصية أو البريد الالكتروني بدل اعطائها شخصيا. حيث إن هذا السلوك كان يعد وبشكل عام نوعا من الوقاحة في الماضي. 

بغض النظر عما إذا كانت الآثار جيدة أم سيئة، لكن في الحقيقة أن الهواتف الذكية تغير دراماتيكيا طريقة تفاعل واتصال الناس بعضهم ببعض ، لكن بعض هذه التغيرات مفيدة، مثل البقاء على تواصل مع أفراد العائلة الذين يعيشون في أماكن بعيدة، ولكن بعضها - مثل ضعف مهارات التواصل الشخصية- قد تؤثر في إنقاص إيجابية المجتمع. أخيراً، فإن السماح للأطفال بلعب أي لعبة من خلال أجهزتهم الإلكترونية من غير مراقبة ومتابعة وتمحيص، قد يجعل أطفالنا  أكثرعرضة إلى مخاطر وخيمة مثل أمراض التوحد وضعف المهارات الشخصية أقلها سوءً. و علينا بتذكرحديثه صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته..".






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان