الدرس 3 : الضغط الاستعماري على المغرب مدونة حكيم الحديثة

الدرس 3 : الضغط الاستعماري على المغرب

الدرس 3 : الضغط الاستعماري على المغرب

شارك المقالة

الدرس 3: الضغط الاستعماري على المغرب

مقدمة:

تعرض المغرب لضغوط كبيرة من الدول الأوروبية فواجه ذلك بالإصلاحات، التي فشلت بسبب ضعف الدولة والتنافس الأوروبي، لتفرضت فرنسا الحماية عليه عام 1912. فما نوعية الضغوط التي تعرض لها؟ وكيف واجهها؟ وكيف تم فرض الحماية عليه؟

I- سعى المغرب إلى تجاوز الضغوط الأوروبية عبر إصلاحات متعددة، لكنه فشل:

1- واجه المغرب ضغوطا عسكرية واقتصادية أوربية خلال القرن 19م:

1-1- الضغوط العسكرية:
  • الضغوط الفرنسية: دعم المغرب الأمير عبد القادر الجزائري ضد فرنسا، فطاردته القوات الفرنسية داخل الحدود المغربية، لتقع معركة إيسلي قرب وجدة يوم 14 غشت 1844م، بين الجيش المغربي بقيادة سيدي محمد، والجيش الفرنسي بقيادة الجنرال بيجو، التي انهزم فيها الجيش المغربي، ووقّع السلطان بعد ذلك معاهدة للا مغنية مع فرنسا سنة 1845م، لرسم الحدود.
  • الضغوط الإسبانية: بسبب نزاع حول حدود سبتة، هاجمت إسبانيا المغرب سنة 1859م، ثم دخلت مدينة تطوان يوم 6 فبراير 1860م. وبعد الهزيمة، وقّع المغرب معاهدة صلح في أبريل 1860م، حيث وافق على دفع 20 مليون ريال. كما سمح لإسبانيا بمراقبة موانئه لجمع المال، وبالتالي، تأثر اقتصاد المغرب وضعفت هيبته.
2-1- الضغوط الاقتصادية:

وقع المغرب معاهدات مع الدول الأوروبية بين 1856 و1880م، مِنْهَا منح حرية التجارة وامتيازات في العقارات والقضاء. وبالتالي، زادت تدخلات الأوروبيين، وأدى ذلك إلى أزمة مالية حيث فقد المغرب موارده، وتدهورت قيمة العملة، وغزت العملة الأجنبية الأسواق.

2- واجه المغرب الضغوط الأوربية بالإصلاحات التي فشلت:

قام السلطانان سيدي محمد والمولى الحسن بين 1859 و1894م بعدة إصلاحات في الإدارة، الجيش، الاقتصاد والتعليم. لكن الإصلاحات فشلت لأن المغرب واجه ضغوطًا أوروبية قوية، وأيضًا لأن بعض العلماء والفئات رفضوا التغيير، وفراغ الخزينة، كما زاد تدخل الأجانب في شؤون البلاد، مما أضعف السلطة.

II- فرضت الحماية الفرنسية على المغرب: ظروفها ومسارها بين 1900 و1912م:

1- ساهم التنافس الأوربي وأوضاع المغرب الداخلية في فرض الحماية عليه ما بين 1900 و1911م:

بعد وفاة الحاجب أحمد بن موسى سنة 1900، عمّت الفوضى في المغرب وضعفت الدولة، دخلت الدول الأوروبية في تنافس على المغرب، ووقعت فرنسا اتفاقيات مع إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا بين 1902 و1904.

وفي 1905، رفض الألمان مشروع الحماية الفرنسية، فانعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في 1906، وأكد استقلال المغرب لكن منح فرنسا بعض الحقوق الخاصة، لتحدث أزمة أكادير في 1911م.

2- فقد المغرب استقلاله بتوقيع معاهدة الحماية سنة 1912:

بدأت فرنسا تدخلها العسكري باحتلال مدينة وجدة سنة 1907، ثم احتلت الدار البيضاء، وواصلت التوسع نحو فاس ومراكش رغم المقاومة.

في سنة 1912، فُرضت الحماية على المغرب بمعاهدة الحماية التي وقّعها السلطان عبد الحفيظ، حيث سمحت لفرنسا بإدخال إصلاحات وممارسة سلطة واسعة، وأصبح المقيم العام الفرنسي هو الوسيط الوحيد مع السلطان، مما أدى إلى فقدان المغرب لاستقلاله.

خاتمة:

أثبتت الأحداث أن ضعف المغرب الداخلي وتزايد التنافس الأوروبي تسبب في فرض الحماية الفرنسية، مما أدى إلى فقدان المغرب استقلاله وبدء مرحلة جديدة وهي الكفاح.

مصطلحات:

  • بيجو (1784-1849م): قائد الجيش الفرنسي في معركة إيسلي، وكان له دور كبير في ترسيخ الاحتلال الفرنسي للجزائر.
  • المحميون: المغاربة الذين حظوا بحماية قناصل الدول الأجنبية داخل المغرب.
  • القونصو: القنصل، وهو ممثل دولة أجنبية في المغرب.
  • الترتيب: ضريبة فرضها السلطان المولى الحسن بن محمد بن عبد الرحمان على المنتجات الفلاحية، واستمر السلطان المولى عبد العزيز في جبايتها.
  • حرب تطوان (1859-1860م): صراع اندلع بين المغرب وإسبانيا، هُزم فيه المغرب إثر مناوشات على حدود مدينة سبتة بين الحامية الإسبانية وقبيلة أنجرة.
  • أبو حمارة: الجيلالي بن إدريس الزرهوني الروكي، ثائر في المغرب الشرقي ضد السلطان المولى عبد العزيز، واستمرت ثورته حتى عام 1909م.
  • أزمة أكادير: نزاع نشأ سنة 1911م، بسبب التنافس بين ألمانيا وفرنسا حول المغرب، تخللته تهديدات ألمانية بقصف مدينة أكادير باستخدام البارجة الحربية "بانتير"، وانتهى بمنح ألمانيا جزءًا من الكونغو.
  • الحماية: نظام استعماري تقوم فيه قوة أجنبية بالسيطرة على إدارة محلية تحت إشرافها وتوجيهها.
  • الخزيرات: الجزيرة التي استضافت في عام 1906 مؤتمراً للدول الأوروبية خصص لبحث أوضاع المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان