ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب مدونة حكيم الحديثة

ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب

ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب

شارك المقالة

ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب

ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب
ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب

هذه إشكالية كبرى تناولها المفكرون العرب بنوع من الحس النقدي العميق خاصة بعد الرحلات الكثيرة التي قام بها المفكرون في البلدان الغربية وسواء المغرب أو في بلدان المشرق الكثير من الرحالة، ذهبوا إلى أوربا لاكتشاف أسباب نهضتها، ذهبو إلى باريس ولندن…إلخ، كتبوا أشياء كثيرة حول هذه الرحلات، حيث عندما ندرس رحلات هؤلاء الرحالة المسلمون سوف نجد لديهم إعجابا شديدا بمؤسسات الدولة الغربية وسوف نجد لديهم، شعورا بتخلف العرب الذين ليست لديهم هذه المؤسسات، وليس لديهم هذا التطور في الدولة أو في بنيات الدولة، وأيضا في العلاقات الاجتماعية، حيث سجل الكثير من الرحالة، العلاقة بين الرجل والمرأة في فرنسا أو في إيطاليا وسجلوا أيضا تربية الأبناء كيف تتم و غيرها، كل هذا بنوع من الاعجاب.

لقد اعتبروا أن العرب تخلفوا لأنهم تخلوا عن العقل وعن العلم، واعتبروا أن المرجعية الاسلامية تدعوا إليهما، تدعوا إلى العقل وإلى العلم، اعتبروا أيضا أن من بين أسباب التخلف هو التقليد، الذي استفحل في كل أركان الدولة والمجتمع، حيث لم يعد العقل يشتغل في ابداع أساليب وطرق جديدة للحياة، ولتدبير الشأن العام من جهة أخرى، اعتبروا أيضا من أسباب التخلف، عدم تحديث هياكل الدولة والجيش، حيث أن في أوربا جيوش نظامية وإدارة عصرية، وهذا شيء لم يكن موجودا في بلدان المسلمين في ذلك الوقت، يمكن أن نأخذ من المغرب مثلا رسالة “الحجوي”، هو من المصلحين الكبار في نهاية القرن 19م، وبداية القرن 20م، ورسالته الشهيرة كانت بمثابة إدانة للأوضاع التخلف وخاصة بعد الهزائم المتتالية، وخاصة أيضا بعد فشل المغرب في إدماج الطلبة الذين بعثهم السلطان الحسن إلى أوربا لدراسة أسباب تقدم أوربا ومحاولة استلهامها في النهوض بالمغرب في هذه المدة، أي العشر سنوات الأخيرة من القرن 19م قام الامبراطور الياباني أيضا في نفس الفترة، فترة الحسن الأول ببعث مجموعة من الطلبة إلى الغرب، لكي يأتوا أيضا بالجواب لماذا اليابان متخلفة والغرب متقدم، وهو نفس السؤال طرحه اليابانيون لكن، لاحظوا كيف عامل المغاربة طلبتهم عائدين من أوروبا وكيف عامل اليابانيون طلبتهم، الطلبة اليابانيون قاموا بدراسة المجتمعات الأوروبية والدول الأوروبية، فاكتشفوا بأن المنطلق الرئيسي للنهضة هو التعليم النضالي العصري أي النسق التربوي النضالي العصري فرجعوا إلى اليابان وقالوا للإمبراطور إننا وجدنا سبب تقدم الأوربيين وهو التعليم النظامي العصري، إذن علينا لكي نغير اليابان أن نبني في اليابان نظاما ونسقا تربويا على النمط العصري الغربي فالإمبراطور حسم مع النخبة الحداثية المحيطة به، وقرر الشروع في وضع هياكل المدرسة العصرية في اليابان، مما جعله يفرض التحديث.

في المغرب حدث العكس، عاد الطلبة المغاربة وجاءوا بمشروع في إعادة هيكلة الإدارة، {المؤسسات في المغرب على النموذج الغربي} وأيضا جاءوا بالعديد من الخبرات في الزراعة وفي الجيش، واعتبروا أنه لابد من تنظيم جيش نظامي عصري…إلخ لكن سرعان ما وجهوا من طرف الزوايا والفقهاء وقوى التقليد الذي اعتبرتهم أجانب بما أنهم جاءوا بأفكار غربية فإذن هم لم يعودوا منا كما أنهم حلقوا لحاهم وأصبحوا يرتدون ملابس عصرية، إذن هؤلاء الناس لم يعودوا منا، فتم افشال مشروع الطلبة المغاربة وتخلى عنهم السلطان الذي كان ملزما بأن يخضع لقوى التقليد الممثلة في الزوايا والفقهاء، إذن الامبراطور الياباني حارب لكي يرسخ مشروع التحديث، أما السلطان المغربي خضع لقوى التقليد نظرا لأن النسق السياسي مختلف كان يخضع بشكل كبير لهذه القوى التقليدية، من هنا كانت ثورة “بوحمارة” والذي هو مهندس تكون في الخارج وكان يتمنى لو وجد منصبا لتسيير الدولة إلى غير ذلك فأصبح من الثوار فواجه الدولة والسلطان المغربي إلى ان اعتقل وقتل في عهد السلطان عبد الحفيظ، لكن هذه الثورة وكل ما جرى حولها يعكس شيئا واحدا هو فشل مشروع التحديث من الداخل أي أن يقوم المغاربة أنفسهم بإعادة تحديث هياكل الدولة والمؤسسات ويقوم المغاربة أنفسهم بوضع دستور جديد، وأن يقوموا أيضا بوضع نظام تعليمي عصري في نهاية القرن 19م، في عهد سلاطين {الحسن الأول، عبد العزيز، عبد الحفيظ}، ففشلوا في ذلك ورسالة الحجوي شهادة على هذا الفشل، حيث، انتحر المغرب الأقصى على يد أبنائه، بعد ذلك قامت القبائل بحصر العاصمة والمطالبة بخلع السلطان عبد الحفيظ، الذي وقع على الحماية وأدخل الجيوش الفرنسية لمواجهة القبائل المتمردة ودخلنا في عهد الحماية.

إذن، لقد فشلنا في التحديث من الداخل وأصبح التحديث خارجيا، أي أن الحماية الفرنسية هي التي أصبحت تقوم بما ينبغي أن يقوم به المغاربة أنفسهم ولم يستطيعوا بسبب استحكام قوى التقليد التي عرقلت مشروع التحديث من الداخل، نفس الشيء حدث في بلدان أخرى في شمال افريقيا والشرق الأوسط الذي دخلت في استعمار لأنها لم تستطع أن تدخل العصر من منطلق قدراتها التي كانت لها، لأن تلك القدرات كانت ضعيفة جدا وواهنة وكان هناك تخلف على جميع المستويات.

إذا أردنا أن نقرأ كتابات الاصلاحيين، سنجد بأن هذا التخلف كان أولا على المستوى السياسي:

تمظهر في الاستبداد ويمكن أن تدرسوا كتاب الكواكبي طبائع الاستبداد فهو يؤرخ لوعي المسلمين في تلك المرحلة، فالاستبداد كان يرمز لتخلف سياسي كبير في تلك المرحلة إلى جانب الاستبداد السياسي كان هناك ترهل كبير في هياكل الدولة، أساليب العمل بدائية، لم تكن تعتمد الطرق الحديثة، جيش غير نظامي، مازال يقوم على الطرق الضعيفة، {الدعوة إلى الجهاد في المساجد}، يعني البعض الذين كانوا في حرس السلطان وغير ذلك كانوا أيضا في كثير من الأحيان، لأنهم كانوا لا يتلقون رواتبهم في الوقت المناسب، كما أن طريقة تنظيم الجيش لم تكن عصرية، قديمة ولم تعد تصلح بديل الهزائم العسكرية المتوالية.

إلى جانب التخلف السياسي والضعف العسكري والتخلف الإداري في هياكل الدولة كان هناك تخلف اقتصادي كبير بسبب هيمنة اقتصاد الريع، حيث لم يكن هناك اقتصاد مهيكل، ولم يكن هناك سوق تجارية منظمة على النمط العصري ولم يكن هناك فلاحة منظمة على الشكل العصري وكان هناك الاستبداد السياسي فرضا أيضا، والضرائب المجحفة وجعل الناس إما أنهم متمردون ضد النظام المركزي وإما أنهم منخرطون مع النظام المركزي ولكنهم يعانون الأمر بسبب الظلم والضرائب المجحفة وغير المعقولة التي كان السكان لا يستطيعون أداءها، كذلك كان هناك تخلف اجتماعي، الأوبئة، الأمراض، احتقار المرأة، ونفيها نفيا تاما من الفضاء العام، بحيث لم يكن لها حق في تولي مناصب الدولة وهذا بالطبع بإرادة الفقهاء عبر 1400م سنة، فالفقهاء المسلمون قرأوا الآية ” وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)” سورة الأحزاب، الآية 33 وفسروها على أنها تعني جميع نساء المسلمين ألا تخرجن من البيت، وفي الحقيقة الآية تعني نساء النبي، وهكذا أقصوا المرأة اقصاءا تاما من تولي مناصب الدولة ومن أن تكون نشيطة في الحياة العامة ووضعوا شروطا لتولي المناصب، فقالوا الشرط الأول أن يكون ذكرا عاقلا، {الذكورة والعقل}، بمعنى لا يجب أن يكون المسؤول امرأة، هذه شروط الفقهاء ولهذا رفضوا أن تتولى المرأة القضاء، وتحكم بالعدل لأن الشرط الأساسي لتولي القضاء هو الذكورة حسب الفقهاء، فإذن إلى جانب هذا كان هناك تخلف تقافي وفكري كبير وكان التمظهر الفكري يتجلى في شيوع الخرافة والشعوذة وعبادة الأضرحة وزيارة المقابر والإيمان بالغيبيات والإيمان بالقضاء والقدر، وأن كل شيء يحدث بقضاء وقدر ولا يد لإرادة الإنسان فيه….
ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب
ما سر وراء تقدم الغرب و تأخر العرب


بجانب هذا كان مفهوم العلم مقتصرا على العلوم الشرعية الدينية ولا أحد فكر في الرياضيات أو الهندسة أو الطب أو الفيزياء، لأنه ابتداء من القرن الرابع هجرية، فصل المسلمون بين نسقين من العلوم نسق العلوم الشرعية ونسق العلوم العقلية.

نسق العلوم الشرعية، فيه القراءات، {التفسير، الحديث، الفقه، أصول الفقه وعلوم اللغة العربية}.

نسق العلوم العقلية فيه، {الرياضيات، الهندسة، الطبيعيات، الجبر، والميتافيزيقا،} {الإلهيات} باعتباره محاولة للبرهنة على الحقيقة الميتافيزيقية بالجهد العقلي.

ابتداءا من القرن الرابع هجرية اعتبر المسلمون أن نسق العلوم الشرعية هو النافع وأن العلوم الأخرى غير نافعة، وممن قال بذلك حتى بعد القرن الرابع هجرية، يعني قبل 700 مائة عام، ابن تيمية، حينما عرف العلم بقوله: “العلم ما قام الدليل عليه، والنافع منه ما جاء به الرسول”. جعل الناس يفهمون أن العلوم الأخرى ليست نافعة لأنها فقط دنيوية، وهكذا هجر المسلمون تلك العلوم التي ستصبح هي أساس نهضة الغرب مع اختراع البارود ثم مع الاكتشافات الجغرافية الكبرى في عصر النهضة الأوروبية ثم مع النظريات الفلكية الكبرى مع “كوبيرنيكوس” الذي سيكتشف مركزية الشمس ومع الكبار الذي سيكتشف الدوران الاهليليجي أو البيضاوي للكواكب، ومع غاليلي الذي سيكتشف دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس إلخ…، هذه الثورات العلمية كلها في الغرب خلقت أساس نهضة جديدة، وكان معها ظهور طبقة وسطى، ومعها أيضا ظهور الجامعة التي أنهت مرحلة التعليم الديني في الكنيسة لأن الرهبان ورجال الدين كانوا هما المعلمون والأساتذة، وكان التعليم هو التعليم الكنسي مثل ما كان عندنا هو التعليم بالمسجد…

في الغرب ظهور الجامعة جعل الناس يتحررون معرفيا من سلطة الكنيسة، ويفكرون في استقلال عن رجل الدين، بالطبع رجال الدين لم يقبلوا فبدأوا يحرقون العلماء ويضطهدون الأدباء والمفكرين ودام هذا قرونا إلى أن تم الاصلاح الديني وظهور البروتستانتية فتم السماح في النهاية بأن يؤسسوا المنظومة معرفية علمية مستقلة عن الكنيسة وعن الدين، في بلاد المسلمين لم يحدث مثل هذا التطور، حيث عظم نسق العلوم الشرعية وأغلق نسق العلوم العقلية واعتبرت علوم غير نافعة، والسبب في هذا الاغلاق هو أن الفكر الاسلامي الفقهي أقام للأسف فكرته عن العقل على أساس أن العقل بما هو نسبي، فلا بد أن يكون تابع للنص الذي هو مطلق، واعتبار أن العقل محدود بحدود الشرع وأن مهمة العقل هي فقط تطبيق النصوص الدينية، جعل العقل في المجال الثقافي الاسلامي محدود القيمة والجهد كذلك لأنه لم يستطع أن يغامر بالبحث عن المعرفة خارج الإطار الديني، بما أن العقل محدود بحدود الشرع وبما أن مهمة العقل فقط أن يدرك ما يقوله الشرع ويفسر النصوص ويسعى إلى تطبيقها، فالعقل إذن لا يمكنه أن يكتشف أشياء خارج الإطار الذي يؤطره الفكر الديني وهكذا تخلف المسلمون على المستوى المعرفي والعلمي العقلي منذ القرن الرابع، آخر رجل نادى إلى ضرورة أن ينتبه المسلمون إلى خطأهم هو ابن رشد قبل 800 عام عندما قال “إن القرآن والدين يدعوان إلى إعمال العقل بالمعنى البرهاني واستعمال العلوم العقلية”، وللأسف تم قمع ابن رشد وتم احراق كتبه وتم الانتقام منه لأن منظومة الفقه الفكري هي التي كانت مستحكمة، كما أن الدولة الموحدية كانت دولة التشدد الديني الكبير، فطمس صوت هذا الفيلسوف والفقيه الكبير ولم يعرف الناس قيمته إلا في القرن 20م لأنه نادى والمسلمون يعيشون في عز تخلفهم، بضرورة تحكيم العقل والعلم ولم يحدث ذلك، فانحدر المسلمون في ظلمات الجهل والتخلف إلى أن أيقظتهم المدفعية الأوروبية الغربية من سباتهم ومن تخلفهم، إذن هذه هي ملامح التخلف التي وجدها محمد عبده والأفغاني وزعماء الاصلاح…إلخ، الآن بعد مئة عام وأزيد لا يطرح المسلمون، لماذا نحن متخلفون؟

ماذا حدت في هذه مئة سنة التي مرت ، حدث فيها عدد من العقود، كانت عقود استعمار، خرج الاستعمار وتأسست الدول المركزية الوطنية الحديثة المستقلة، لكنها للأسف سرعان ما أقيمت على أساس ميراث الماضي.

استقل المغرب سنة 1956، فأعاد كل تقل الماضي إلى الدولة المستقلة، ذلك الميراث التقليدي كله تمت إعادته باسم المخزن التقليدي، لأننا ورثنا دولة مزدوجة بوجهين، مؤسسات حديثة أرساها “الماريشال اليوطي”، وبنيات المخزن التقليدي التي بقيت قائمة وموجودة حتى في عهد الحماية، بطبيعة الحال المخزن التقليدي استعمل آليات التقليد في تدبير شؤون الدولة داخل مؤسسات عصرية وهذا كان من أهم أسباب تحصين التخلف والحفاظ عليه وحمايته من التطور، لكي لا يزول، حيث تم تحصينه بآليات تقليدية تمنع وتعرقل من التطور وهذا حدث في الدول الأخرى أيضا سرعان ما استيقظ الماضي بعد فترة الاستعمار وعادل بقوة ليعرقل رغبة هذه البلدان للمضي في طريق التحديث، لأن لا الدول ولا شعوب المنطقة اعتبروا أن التحديث مشروع أجنبي لأنهم خرجوا من فترة الاستعمار واعتبروا أن كل مظاهر التحديث هي استعمارية، فقاوموها والنتيجة هي عرقلة التحديث في النهاية ولكن في نفس الوقت لم تستطع هذه البلدان أن تستغني عن التحديث بالمعنى المادي، { أدخلت المعدات الحديثة، أدخلت الهاتف والقاطرة والطائرة والحاسوب…} وكل الآليات التكنولوجية الحديثة، ولكن في نفس الوقت ظلت ترغب في الحفاظ على بنية الوعي التقليدية، ماذا حدث هنا عندنا؟

حدث نوع من الفصل بين التكنولوجيا الحديثة وأسسها الفلسفية والعلمية والفكرية، فاستوردنا التكنولوجيا الحديثة ولكن بدون الفكر العلمي الذي أنتجها، والنتيجة بطبيعة الحال هو تكريس المزيد من التخلف، لماذا؟ لأنه عندما تشتري مواد مصنعة تكنولوجية بأثمنة غالية وتبيع الطماطم والبطاطس والمواد الخام، فلابد لميزانك التجاري أن يصاب بالعجز، ولا يمكن لك أن تصاب باقتصادا وطنيا قويا لأن اللعبة التي دخلتها خاسرة، فأنت تبيع المواد الخام وتشتري المواد المصنعة لأنك لا تستطيع إنتاجها محليا والسبب في أنك لا تستطيع ذلك هو أنه لا يوجد عندك إنتاج المعرفة العلمية التي تنتج هذه المنتجات، يقينا في إطار العلم النافع، هو في إطار نسق العلوم الشرعية، فأنفقت بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط ملايير الدولارات على الدين والعلوم الشرعية، أما ما تنفقه على المعرفة العلمية فسنقف مع الاحصائيات التالية وهي احصائيات مأساوية.
تم هدر ألف مليار دولار بسبب الفساد المالي للحكام في بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط ما يعادل % 33 من الناتج القومي لهذه البلدان في المدة التي تفصلنا عن استقلال هذه البلدان، كانت لهذا الفساد الكبير انعكاسات اجتماعية، بطالة تصل إلى 25% و %30 في كل هذه البلدان وأيضا 100 مليون مواطن تعيش تحث خط الفقر، إضافة إلى الأمية والمرض وانهيار البنية التحتية للاقتصاد، في جانب آخر فيما يتعلق بالبحث العلمي ما دمنا نتحدث في هذا الموضوع، المعيار المعتمد عالميا للإنفاق على البحث العلمي والتطور، يقدر بنسبة 2% من الناتج المحلي الاجمالي.

الدول في شمال افريقيا والشرق الأوسط مجتمعة كلها خصصت للبحث العلمي%0.3 من الناتج القومي الاجمالي، {كل من دول المغرب، سوريا، العراق، الشرق الأوسط، وشمال افريقيا}، من جانب آخر المغرب وحده %0.2  و نسبة تمويل البحث العلمي في كل من سوريا ولبنان وتونس والسعودية % 0.1 ونسبة الانفاق على البحث العلمي في اسرائيل 7% من ناتجها القومي الاجمالي ،
إن اسرائيل متفوقة في ثلاثة تخصصات علمية عالميا تحتل الرتبة الأولى في ثلاثة تخصصات، تجاوزت أمريكا وألمانيا وإنجلترا، لأنها خصصت للبحث العلمي % 4.7 ، يعني دولة تعتبر أن العلم أساس النهضة.

أما دولنا لا تعير أي قيمة للمعرفة أو العلم بدليل احتقار هذا في الميزانيات الرسمية للدول دون أن نتحدث عن الأعداد الدونية في الثقافة، يعني وزارات الثقافة كلها في شمال افريقيا والشرق الأوسط، يعني وزارات فقيرة مثال ذلك الوزارات المغربية المتعاقبة في الثقافة.

نسبة ما ينفقه العالم المتقدم كله على البحث العلمي المتطور يساوي نسبة الاحتياطي من العملة العربية السعودية وحدها 800 مليار دولار، التي ينفقها العالم المتقدم في البحث العلمي. هي نسبة الاحتياطي العملة السعودية، أي العملة النائمة التي لا تنتج شيئا، {الاحتياطي}.

نلاحظ، أن دولة واحدة من دول شمال افريقيا والشرق الأوسط تملك في احتياط عملتها النائمة ما يساوي كل ما ينفقه العالم المتقدم من أجل العلم وهذه الأرقام تعكس معنى أننا متخلفون ولكن السؤال المطروح الآن، لماذا لم يعد المسلمون يعترفون اليوم بتخلفهم ويتحدثون عن الغرب باحتقار والغرب متقدم ونحن متخلفون؟ لماذا قبل مئة عام كان المسلمون معجبين بالغرب ويقولون نحن متخلفون ويسألون لماذا تقدم غيرنا ولماذا لم يعد يطرحون هذا السؤال الآن؟

سنعطي بعض عناصر الإجابة التي هي ضرورية البث فيها في أيامنا هذه بسبب استفحال وضعية التخلف في هذه البلدان:
– الاعتبار الأول: هو أن هذه البلدان بمجرد خروجها من فترة الاستعمار أقامت أنظمة استبدادية، إما عسكرية وإما ملكية وإما أنظمة الحكم الفردي وإما أنظمة الحكم العائلي، {الأوليغارشي} ولم يستطع أي منها إقامة نظام عادل وديمقراطي متحرر، جميعها خرجت من الاستعمار لتعود إلى سابق عهدها التي كانت فيه من الاستبداد.

المعطى الثاني: ثم اكتشاف البترول وتم اكتشافه في أرض العرب، عرب الجزيرة، السعودية والبحرين والكويت والإمارات، ثم اكتشاف البترول في أرض البداوة وعوض أن يجعل تلك البلدان تتطور وتنخرط في العصر نظرا لما أصبح لديها من سيولة مالية وقع العكس تماما.

بدأت هذه البلدان تسوق بدواتها وتقوم بعولمتها خارج بلدانها أي في العالم، في أوروبا وأمريكا وأصبحت تنفق ملايير الدولارات من أجل تسويق العقيدة الوهابية. {مثلا السعودية} والوهابية، {نمط من أجل التدين البدوي المتشدد والمتوحش}، والذي لا يعترف بالحضارة، فأصبحت السعودية تنفق الملايير، ليس لكي تلتحق هي بالعصر أو بالعالم المتقدم بل لكي تروج تخلفها عبر العالم، فأنثم تلاحظون الآن ما يحدث في {ألمانيا وهولندا وبلجيكا…إلخ} 

ما يحدث هو نتاج سنوات طويلة من عمل شبكات التمويل الهائلة من أجل ترويج البداوة وعولمتها، عوض إنفاق ذلك بالمال من أجل نهضة وطنية محلية وقع العكس تماما، من جانب آخر هناك عامل مهم وهو:

– ظهور تيارات التشدد الديني الممولة تمويلا جيدا والتي رفعت شعار الاسلام هو الحل.

فالسؤال، من الذي خرب مشروع زعماء الاصلاح، {محمد عبده والأفغاني والكواكبي …} وكل هؤلاء العظماء الكبار الذين نبهوا المسلمين إلى تخلفهم وقالوا علينا أن نلتحق بركب التقدم، هو ظهور الاخوان المسلمين سنة 1928 في مصر مما أدى إلى تخريب مشروع زعماء الاصلاح.

لماذا؟

لأنهم قلبوا الآية، عوض أن يقولوا نحن متخلفون والآخر متقدم وسبب تقدمه هو العقل والعلم وحقوق الانسان، قالو الغرب منحل، قبيح ونحن مسلمون، نحن أفضل لأننا مسلمون، نحن أفضل من الجميع لسبب واحد، هو أننا مسلمون، نحن متخلفون فكريا وتكنولوجيا وعلميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، متخلفون على جميع الأصعدة ولكننا أفضل من جميع الدول الأخرى المتقدمة، فقط لأننا مسلمون، هذه العقيدة السياسية ساهمت بشكل كبير في اضعاف هذه البلدان عندما تحالفت مع الوهابية، الوهابية من جهة والاخوان المسلمين من جهة واكتسحوا هذه المناطق، هذه الدول شمال افريقيا والشرق الأوسط وامتد تأثيرهم السلبي إلى الجاليات المسلمة في الدول الغربية، فمنعتهم من الاندماج.

إن المسلم البلجيكي أو الهولندي تقول له الوهابية أنت أفضل من هؤلاء الخنازير لأنك مسلم، لماذا سيندمج هذا المسلم ويصبح مواطن صالح يعمل في أرض الدولة التي تحميه وتؤدي له عن الأطفال وعن الوضع الصعب وتعطيه التعويضات التي يريد وتغنيه وتؤمنه من الجوع، لا يقبل الاندماج لأن هناك إيديولوجية دينية يدوية متوحشة تقول له أنت أفضل من الخنازير، ومن هم الخنازير هم الشعوب المتقدمة في هولندا وبلجيكا وأمريكا …إلخ، إلى جانب هذا تم تأسيس دولة اسرائيل عام 1948 لعب دورا كبيرا أيضا في تأزيم الأوضاع وفي عرقلة التحديث والتطور، لماذا؟

لأن المسلمين شعروا بوجود اسرائيل باعتباره إهانة لهم خاصة بعد أن انهزموا في الحروب المتوالية ضد اسرائيل، هزائم العرب منذ 1948 إلى 1967 وما بعد، جعلتهم ينطوون على أنفسهم وفي نفس الوقت يعودون إلى الماضي بشكل خطير.
لذلك نلاحظ، أن شعوب العالم المتقدم عندما تصطدم بعقبة تعود إلى الماضي لتبحث فيه عن حلول، وهذا هو معنى أن الاسلام هو الحل، الاسلام هو الحل عندما قالها الاخوان المسلمين في عام 1928، ماذا وراءهم 1400 سنة من الاستبداد والتخلف الذي وصل إليه الاستبداد عند المسلمين عندما داهمهم الاستبداد؟

كانوا في الحضيض الأسفل من التخلف، عندما قيل الاسلام هو الحل، يعني هو عود على ما كنا عليه وما كنا عليه، هو وجود أنظمة استبدادية، ووجود دولة الخلافة منذ بداية تأسيسها في تاريخها كله، تاريخ دموي، تاريخ حرب وصراع بين المسلمين، وتاريخ لاستعمال الدين في تكريس الاستبداد منذ القرن الأول الهجري إلى اليوم، عندما قال المسلمون الاسلام هو الحل؟؟؟
معنى هذا إعادة الاعتبار لكل هذا التاريخ من التخلف، فبقيت هذه الشعوب تعيش هذا الوهم، أنها إذا عادت إلى الماضي ستتقدم، فلم تتقدم بل عادت إلى الماضي وبقيت فيه ولم تتقدم ابدا ،وهذا هو سبب أننا نعيش أوضاع أسوأ مما كنا عليه قبل مئة عام ولا نريد أن نعترف أننا متخلفون رغم أننا اعترفنا من مئة سنة بذلك، لأن هناك من قال للمسلمين أنتم الأفضل فقط لأنكم مسلمون، وهذا يعني بأن بنيات التخلف مستحكمة بنيويا ليس فقط في مؤسسات الدولة، بل في العقول والأذهان وفي النظام التربوي وفي نظام الأسرة وفي العلاقات بين الأفراد وفي المجتمع.

بنيات التخلف مستحكمة لأن هناك من يرعاها باستعمال التقاليد وباستعمال الماضي، إذن عندما تسأل الناس في بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط ما هو الأفضل، الحاضر أم الماضي، سيجيبونك بدون تردد، الماضي أفضل لأنهم أعطيت لهم صورة جميلة عن الماضي هي غير صحيحة وغير موجودة تاريخيا فبقوا يحلمون بالمثال ووقعوا في أزمة نفسية خانقة تجعلهم مرتبكين بين وضعية تخلفهم وبين الحلم باستعادة الماضي وبين العالم المتقدم الذي يداهمهم بتكنولوجيا وبقوته وبضغوطه وباستعماره وبكل شيء.
هذه هي وضعية التمزق التي نعيش عليها والتي تجيب على السؤال لماذا تخلف المسلمون؟

تخلف المسلمون لأنهم لم يستطيعوا الفصل بين الدين والدولة واستمروا يعتبرون الدين دولة، وعندما يعتبر الدين دولة فلا بد لك أن تقدس القوانين ولا يمكن أن تغيرها، ولابد أن تقدس الحاكم، لأنه يحكم باسم الاله ولا يمكن أن تنتقده، ولابد أن تحافظ على نسق القطاعات كما هو، لأنك تعتبره أنه نسق مقدس وهكذا وقع المسلمون في التأخر منذ القرن الأول الهجري، حيث اعتبر الدين دولة وظهروا الحكام الذين اضطهدوا الناس باسم الدين وأصبحت التهمة السياسية تهمة دينية، وكل معارض للحاكم يقتل على أساس أنه زنديق وكافر، ويقتل بتهمة دينية، بينما الحقيقة هو أنه معارض سياسي واستمر الأمر على هذا الشكل قرون طويلة فأصبح الناس لا يتصورون أن يعيشوا أحرارا واستحكمت فيهم أسباب العبودية حتى أصبحت وعيا باطنيا لهم، وهذا ما يسمى، {la servitude volentaire العبودية الإرادية}.

أصبحت العبودية تنبع من داخل شخصية الأفراد في العالم الاسلامي في مجتمعات شمال افريقيا والشرق الأوسط وأصبح كل فرد امرأة أو رجل سهل الاستعباد لأنه يؤمن في داخله بعبودية ولم نستطع للأسف أن نوجد المسار حول نحو التقدم، لأنهم أصبحت لهم سلطة، فأصبحوا يعتبرون أن كل تغيير يحدث هو ضدهم وخطر على مصالحهم فأصبحوا يسعون إلى الحفاظ على ما هو موجود بدون تغيير، وهكذا تجمدت المجتمعات الأجنبية ولم تستطع أن تحقق التطور المطلوب، فاخترع مفهوم الاجماع {اجماع الأمة} من أكبر أسباب تخلف المسلمين هو هذا المفهوم، لأنه اعتبر اجماعا أبديا، عندما تتكلم أنت وتقول “أنا مختلف عنكم” ،”أرى رأيا آخر”، فيقمعونك بالقول أنت خارج الاجماع، هذا اجماع الأمة، مع العلم أن ذلك الاجماع هو اجماع مرحلة وتلك المرحلة لم تعد موجودة، عوض أن يعتبروا الاجماع، اجماع مرحلة وفي كل مرحلة يتجدد الاجماع حسب الظروف والملابسات، وضرورة الوقت والزمن والتغيرات والانقلابات في أحوال الناس عوض أن يحدث هذا، قالوا أن الاجماع أبدي وكل من اختلف معهم قالوا له أنت خارج الجماعة وخارج الاجماع، إما يقتلونه أو يقصونه، يكفرونه أو يهددونه…إلخ، ويقينا في هذا إلى اليوم مازالت فكرة الاجماع تستعمل ضد المفكرين والمثقفين والشعراء والمسرحيين والسينمائيين وضد السياسيين المعارضين وتربي الناس على ثقافة الاجماع أي لا يكونوا مختلفين واعتبروا اختلافهم شرا، مع العلم أن الذي يحرك التاريخ هو الاختلاف والتعدد والتنويه والحوار والصراع والتبادل هذا هو الذي يصنع تاريخ البشرية، عندما يكون هناك إجماع مفروض بسلطة الحديد والنار، تتجمد المجتمعات ونظم العلاقات والقوانين وبنيات ودولة المجتمع فيحدث التخلف، هكذا تخلف المسلمون في ماضيهم وهكذا ضلوا متخلفين إلى اليوم ولهذا عندما تسألون اليوم الناس البسطاء في الشارع عن حقوق الانسان يقول لك هذا شيء غريب، لأن المستفيدون من أوضاع هذا القمع يعلمون أن حقوق الناس أجنبية عنهم، نحن لا نستحقها لأننا مسلمون أفضل من الجميع ولهذا لا نستحق حقوق الانسان، نحن لذينا ما هو أفضل، وعندما تقول للناس عن الحرية، يقولون لك هذه الحرية محدودة وحدودها تقاليد الجماعة، بينما الحرية بمفهومها اليوم هي حرية الانسان من حيث هو مواطن ولا يجد حرية الانسان، إلا حرية الأخرين، أنت حر في فكرك واختياراتك ما دمت لا تؤدي غيرك وهذا هو حدود الحرية، أنت حر ما دمت لا تمس بحرية غيرك، أما أن يقول لك طرف ما، أنت حر في حدود التقاليد التي أفرضها عليك فهذا معناه أنه يستعبدك ولا يريد أن تكون حرا، عندما قلنا المواطنة، قيل لنا المواطنة في إطار الجماعة، ولكن لا توجد جماعة في المواطنة يوجد مجتمع وهذا المجتمع متنوع، مختلف والناس فيه رغم اختلافهم متساوون، أمام القانون وهذه هي المواطنة، كل هذه المفاهيم ظلت غريبة بالمجتمعات الاسلامية لأن هناك من يحاربها من السياسة والحكام والتيارات المتطرفة التي تسعى إلى الوصاية على المجتمع وكل من يسعى إلى أن يمارس الوصاية على المجتمع وعلى عقول الناس، سوف يرفض الحرية ويرفض المواطنة ويرفض المساواة.

عموما، مسألة لابد من التنبيه إليها، هو أن هناك من لا يزال يسعى إلى اقصاء المرأة من الفضاء العام، هناك وعي ينبعث من القرون الوسطى ليعود لكي يقصي المرأة بالتدريج من الفضاء العام والذي يكشف عن المكبوت النفسي للمتشددين الذين ما زالوا يحز في أنفسهم أن المرأة، برهنت على كفاءتها في كل المجالات ولهذا في رأيي لابد من اصلاح جدري لنظامنا التربوي من أجل ادراج القيم الحداثية والديمقراطية في التعليم وأن نقيم تعليمنا على مبدأ الحرية وليس على مبدأ التقليد، وليس على مفهوم الاجماع، بل على فكرة الحرية وعلى فكرة الابداع كقيمة تحدد حقيقة وجوهر الكائن البشري، الكائن البشري حقيقته أنه يتواجد دائما خارج ذاته في المستقبل لأنه مبدع ولا يمكن أن يعيد انتاج واقعه، هذا هو النظام التربوي الذي نحن بحاجة إليه فإذا كنا لم نبلغه إلى الآن، فإن هناك من يستعمله لأجل أغراضه السياسية ولهذا علينا أن نحرر التعليم من أيدي السياسيين الذين يستعملونه في تكتيكاته الظرفية، التعليم هو ورش وطني، وليس تكتيكا ظرفيا للحكام، بجانب هذا لابد من ترسانة قانونية، تعترف بالإنسان المواطن، يعني هذه التلاعبات كلها في القانون الجنائي وفي مدونة الأسرة، وفي القانون المناهض للعنف ضد النساء وقانون المناصفة وقانون تشغيل القاصرات، هذه الأمور كلها التي عملتها الحكومة في خمس سنوات الأخيرة هو استهزاء بالمغاربة ومحاولة لفرملة مسلسل التحديث والدمقرطة، نحن بحاجة إلى ترسانة قانونية تحترم المغربي، من حيث هو مواطن حر، نحن لسنا رعايا لأحد، نحن مواطنون وما دمنا مواطنين فنحن بحاجة إلى قوانين تنصفنا وليست تبرر الاعتداء علينا، نحن أيضا بحاجة إلى دستور بطبيعة الحال الذي هو قانون أسمى للبلاد يمكن من بناء ترسانة قانونية ديمقراطية، لماذا لأنه إذا لم ننجح في خمس سنوات الماضية رغم تعديل الدستور في استصدار قوانين منصفة، فهناك من تلاعب بالدستور وقام بتأويله حسب هواه، لأن الدستور يسمح له بذلك التأويل وتلك القراءة المتناقضة، إذن علينا أن نعيد النظر في دستورنا وأن نحذف منه التناقضات لكي يصبح وثيقة منسجمة، متجهة نحو المستقبل، علينا أيضا أن نعترف بكل مكونات المغرب، {الدينية، الثقافية، اللغوية، والهوياتية} وأن نعترف بجهود كل الفئات العلمية والمنتجة في بلدنا، علينا أن نبني العمل على الكفاءة وأن نحارب الفساد محاربة حقيقية، وبدون محاربة الفساد لا يمكن أن ننهض، لأنه لا يمكن أن تعطى قيمة للكفاءة وللعمل المنتج إلا بمحاربة الفساد والرشوة فهذه هي ملامح التخلف الذي مازلنا نتخبط فيه، بسبب عدم قدرتنا على الحسم، لم نستطع الحسم، حسما نهائيا في اختيار المستقبل وفي اختيار الخيارات الديمقراطية الكبرى، فصل السلط، سمو القانون فوق الجميع حاكمين ومحكومين، المساواة التامة بين الرجال والنساء، احترام الطفل في حقوقه الأساسية واعتماد الكفاءة في مجال العمل والشغل ومحاربة الفساد من أجل تشغيل الجميع لأن آلاف الملايير التي تم هدرها، كانت نتاج فساد المسؤولين في بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط، وهذه الأموال التي ضاعت بسبب الفساد، يمكن أن تشغل الجميع وأن يشعر الجميع بالكرامة، فأعتقد أننا قد أحطنا بهذه الغمة في أهم ملامحها، لكن أعتقد أننا قد أحطنا بجميع العوامل المكرسة للتخلف والتي جعلت المسلمين بعد مئة وعشرين سنة من قولهم لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم، جعلتهم عاجزين عن أن يقولوا نفس الشيء وهم ما زالوا في نفس الوضعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان