سواء أكان الرقص ذا طابع فولكلوري أم كلاسيكي أم عصري، فإنه يبقى في ذات الوقت طريقة للتعبير ووسيلة للترويح عن النفس.
إن كل الحضارات قد عرفت الرقص، سواء أكان ذا طابع مقدس أم لم يكن كذلك. فالرقص كان معروفًا في إفريقيا حتى قبل أن يصبح نشاطًا أساسيًا في الحفلات التي تقام في مصر الفرعونية، كما تشهد على ذلك الأعمال الفنية التي أبدعت في ظل الحضارات القديمة، والتي ما تزال موجودة إلى اليوم.
ومنذ أزمنة بعيدة، وُجد الرقص في بابل، وفي الإمبراطورية الأشورية وبلاد فارس، وفي الهند والصين واليابان. كما عرفه الإغريق والرومان. وفي العصر الوسيط، كانت الرقصات تضفي البهجة على السهرات في القلاع، ثم أصبحت ترفًا ملكيًا في فرنسا.
أما اليوم، فقد أصبح الرقص في المجتمعات الحديثة فنًا ذا مكانة مهمة، حيث بلغ درجة عالية من الكمال، دون أن يتخلى عن كونه وسيلة ترفيه في المناسبات الشعبية أو طقسًا دينيًا في بعض المجتمعات التقليدية.
الرقص يمكن أن يكون انفراديًا أو جماعيًا، كلاسيكيًا أو عصريًا، تقليديًا أو مقدسًا... ويمكننا إلصاق صفات عديدة بكلمة "رقص"، مما يدل على تعدديته: تسلية، فرجة، تعبير فني، طقس اجتماعي، وتاريخه لا ينفصل عن تاريخ الموسيقى.
ظهرت فرضيات متعددة حول أصل الرقص، ومنها أنه كان ناتجًا عن حركات تلقائية مرتبطة بالانفعال أثناء الطقوس السحرية والدينية. وقد تكون وسائل التواصل غير اللفظية عند الإنسان القديم قد تطورت تدريجيًا إلى حركات راقصة نتيجة للاحتياجات الاجتماعية والتعبير العاطفي.
بعض الحركات في الطقوس الدينية القديمة تشبه ما يقوم به الراقصون في حالات النشوة، بل إن الرقص كان يدخل ضمن شعائر دينية في القرون الأولى للمسيحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق