للحلم دوره الملغز في الحياة النفسية. وقد أقيمت منظومات تأويلية عديدة للأحلام،
سعيا إلى إكتشاف دلالاتها الخفية....
كثيرا ما استلهم الأدباء عالم الأحلام لاستكشاف ما هو خفي و حميم، ولإبراز البون
القائم بين ما يتطلع إليه الفكر و بين فظاظة الواقع. في هذا السياق، كتب موباسان
:"لا يستهويني إلا الحلم. فهو الواحد الرائق، هو وحده الرقيق... أما الواقع
المتغطرس فكان سيدفعني إلى الإنتحار لولا الحلم مكنني من الإنتظار".
إن غموض الحلم يجعله مثيرا، و يدفع إلى تأويله بطرق متعددة. فالحلم من مظاهر
الحياة النفسية التي يصعب إدراك أبعادها كاملة. وقد استشعر أفلاطون علاقته -أثره
- على سلوك المرء في حال اليقظة، و ذلك قبل ظهور التحليل النفسي بقرون طويلة،
فقال " إن في دخيلة كل منا رغبة رهيبة، متوحشة، منافية لمقتضيات العقل. وإني
أعتقد أن هذا يصح أيضا بالنسبة للأشخاص الذين يبدون لنا شديدي الاتزان. فأحلامهم
تدل بوضوح على ذلك ".
إن علماء النفس و المحللين النفسانيين أصبحوا يدروسون - بعد ظهور اعمال فرويد-
ميكانيزمات الأحلام، و مضمونها أيضا، وذلك من أجل تقديم تفسير للأفعال الإنسانية.
وقد رسخوا طريقة جديدة في النظر إلى النشاط الحلمي، و جعلوا الباحثين يهتمون به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق