ترقبوا الجيل الأعنف قادم!!! مدونة حكيم الحديثة

ترقبوا الجيل  الأعنف قادم!!!

ترقبوا الجيل الأعنف قادم!!!

شارك المقالة

ترقبوا الجيل  الأعنف قادم!!!

ترقبوا جيلا عنيفا
ترقبوا الجيل  الأعنف قادم!!!
الجيل الأعنف بصيغة أفعل، وليس العنيف، لأن الجيل العنيف يقوم بمهامه هذه الأيام كاملة ، أما الجيل الأعنف لم يبدأ مهامه بعد، فهو ببساطة ما زال يقبع في سن لا يسمح له بالعنف، إنهم أطفال اليوم وهم رجال الغد.
إن الجيل العنيف  الذي يمارس نشاطاته هذه الأيام بكل جدية وبشتى المبررات وفي كل بقاع العالم تلقى تربية عنفية نظرية لا مثيل لها في التاريخ، لقد تربى على العنف السينمائي المبثوث للعالم من هوليود وشبيهاتها، أفلام الحركة والرعب والحروب التي يتلذذ فيها "البطل!" بتعذيب الضحية، يقطّعها قطعة قطعة، الصرخات تتعالى، الدماء تتناثر، لا يرحمها لأنه "بطل"، يواصل جلد الضحية، تموت فيحزن "البطل" حزنا كبيرا، ليس حزنه على الضحية، بل على انقطاع متعته.
البلايستيشن يتخطى الطفل فيه المرحلة التي تليها بعنف وقتل، يقوم بكل حركات العنف كتدريب "محاكاة"، كما يفعل الطيارون قبل الطيران الحقيقي، يقتل ويصدم الجنود والمارة بسيارته، ويسرق.. إلخ، وهو يستمتع بكل ذلك ويتفاخر بنجاحاته، وغير البلايستيشن الكثير من الألعاب تقوم بنفس الدور، كل ذلك لأشهر بل لسنوات طويلة.
 
ترقبوا الجيل  الأعنف قادم!!!
ترقبوا الجيل  الأعنف قادم!!!
إن هذه الثقافة العنفية نتلقاها رغما عنا، لأنه لا بديل للشباب الفارغ من ثقافتنا عن هذه الثقافة الغربية، فوضع الفن لدينا يبرر الانحلال أكثر، والتميع والتبعية  للغرب ، سلطت على عقول العرب وغيرهم آلاف المقاطع التي تزرع العنف في العقول، وتنزع الخوف من القلوب، وتقلب مفاهيم الرحمة والبطولة والنجاح لمفاهيم أخرى مشوهة معيبة، آلاف المقاطع، بل هي ملايين بالفعل، ففي كل فيلم عشرات المقاطع المغذية للعنف بكل أشكاله، ليس هذا وحسب، بل إيجاد المبررات التي تجعل المتلقي عنيفا، وكيف تحول العنف لصناعة "ترفيه"؟!.
ماذا تنتظر من شاب صغير تلقى هذه المشاهد القاسية وهو يضحك ويأكل البطاطس ويشرب البارد أو ربما قلد الأبطال الممثلين وشرب ما يذهب عقله حساً كما تذهبه المشاهد معنى، ماذا تنتظر منه؟! أتريده أن يخرج سالما معافى؟! حمامة سلام؟!.

تلقى هذا الجيل العنيف ثقافته العنفية من الإعلام، ومن الروايات، ومن الأفلام بشكل خاص، ، وأنا أقول الجيل أعني به الجيل فعلا بكل مكوناته وطبقاته، مسلمون ونصارى ويهود وغيرهم، أغنياء وفقراء ومتوسطي الحال وغيرهم، فتيان وفتيات.

مخطئ من قال إن المناهج التعليمية لدينا هي سبب العنف، إنه يكذب ويدري أنه يكذب، ولا يستحي أن يكذب، ولا يهمه العنف أصلا، بل ربما قام بتوظيف ظاهرة عالمية سببها الحضارة الغربية بكل تقلباتها "الترفيه والرأسمالية الجشعة .." ضد معتقده وحضارته وأمته، يتغافل بقصد وبدون قصد عن كل أسباب العنف ومحركاتها الغربية الضخمة، ويتوجه لآية نزلت من عند أرحم الراحمين يتهمها بالعنف والتطرف والإرهاب، يقول عن حديث نبي رؤوف رحيم بأمته وبالناس أنه يحمل عنفا وتطرفا وإرهابا، يتناسى كل تلك السيول الهادرة بالعنف والبحار الشاسعة من المبررات للعنف. لقد أصبح الجانب النظري للعنف في أعلى مستوياته تاريخيا.
بعد هذا كله أصبحنا نرى في هذا العقد عنفا لا يتخيله فنان، ولا يتصوره عاقل، عنف يقول للعنف السابق أنت أقل وأنت لا شيء، يحمل إلينا اليوتيوب يوميا مشاهد جهنمية، لتعذيب مريع، واستمتاع من "البطل!" الواقعي لا يستطيع تمثيله أفضل ممثل على الإطلاق، وذلك لأنه فعل حقيقي والفاعل يستمتع حقيقة لا تمثيلا.
ترى الشباب الناعم يقوم بنحر إنسان بدم بارد، لا أدري هل يستطيع ذبح دجاجة فعلا، أشك في ذلك، لأن ثقافة العنف الهوليوودية لم تصنع عنفا ضد الدجاج بل ضد الإنسان .

ترى الشباب الناعم الذي تشك أن يذبح دجاجة، يقوم بنحر إنسان بدم بارد، لا أدري هل يستطيع ذبح دجاجة فعلا، أشك في ذلك، لأن ثقافة العنف الهوليوودية لم تصنع عنفا ضد الدجاج بل ضد الإنسان، فما جاءت هذه الجرأة من لدن أنفسهم فجأة، والعنف ليس شجاعة، بل حالة نفسية مرضية وخلل شنيع في المفاهيم. 

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان