هوليود من قرية صغيرة إلى قبلة للسينما
لم تكن هوليود رمزا لصناعة سينمائية مزدهرة فحسب. بل كانت أيضا بمثابة عاصمة للفن، تلتقي عندها أحلام الملايين من الناس. بدءا بالفنانين، الباحثين عن الشهرة، و انتهاء بالمشاهدين البسطاء، الراغبين في الفرجة والتسلية.
في سنة 1929، حين كان شبح الأزمة الاقتصادية يلوح في الأفق، كانت هناك أسطورة أمريكية جديدة على وشك الظهور. إنها هوليود، التي لم تكن، في بداية القرن، سوى قرية صغيرة، لا يتجاوز عدد سكانها 235 نسمة.وقد كان المخرج السينمائي سيسيل ب.دوميل cecil B.DeMille سباقا إلى اكتشافها سنة 1913، حين كان يصور فيلمه الرجل الزاعق. ثم إن هذه القرية الصغيرة لم تلبث أن تحولت، مع مرور السنوات، إلى قبلة للسينما، على حد إلى تعبير الكاتب الفرنسي بليز سندرار.
ويعود سر الجاذبية التي مارستها هوليود، في البداية، على السينمائيين، إلى مناخها المعتدل والجاف. وهو ما كان يمكنهم من تصوير المشاهد الخارجية، على امتداد السنة.
كان سيسيل ب.دوميل يشتغل في مستودع متواضع. أما منافسوه فقد اشتروا محلات الغسيل الصينية، التي كانت موجودة بعين المكان، وحولوها إلى استوديوهات. وفي سنة 1920، تم تكريس هوليود كعاصمة للسينما الأمريكية. وبلغ عدد الأفلام المنجزة، خلال تلك السنة، 796 فيلما. وقد بادرت شركة المترو غولدين ماير، التي كانت حديثة العهد أيامئذ، إلى ابتكار طريقة دعائية، غاية في الإحكام. وصار نجوم السينما، بفضل هذه الدعاية، محط إعجاب خاص من طرف الجمهور، الذي أصبح يعرف كل شاذة و فاذة عن علاقاتهم الغرامية، وكذلك عن جوانب الشقاء في حياتهم. غير أنه كان ينبغي الانتظار حتى سنة 1927 -تاريخ ظهور الأفلام الناطقة- كي يبدأ العصر الذهبي الحقيقي لهوليود. وذلك بالرغم من تباشير الأزمة الاقتصادية، التي كانت تبدو في الأفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق