أصول الرقص مدونة حكيم الحديثة

أصول الرقص

أصول الرقص

شارك المقالة

 أصول الرقص

أصول الرقص

سواء أكان الرقص ذا طابع فولكلوري أم كلاسيكي أم عصري، فإنه يبقى في ذات الوقت طريقة للتعبير ووسيلة للترويح عن النفس.

إن كل الحضارات قد عرفت الرقص، سواء أكان ذا طابع مقدس أم لم يكن كذلك. فالرقص كان معروفا في إفريقيا حتى قبل أن يصبح نشاطا أساسيا في الحفلات التي تقام في مصر الفرعونية، كما تشهد على ذلك الأعمال الفنية التي أبدعت في ظل الحضارات القديمة، والتي ما تزل موجودة في أيامنا هاته.

ومنذ أزمنة موعلة في القدم، كان هناك من يرقص في بابل، وفي الإمبراطورية الأشورية وبلاد فارس، وفي الهند والصين واليابان. وتهاطى الرقص اليونانيون والرومان أيضا . و في العصر الوسيط، كانت الرقصات تضفي نوعا من البهجة على السهرات التي تقام بالخصون المنيعة. وبعد ذلك بزمن، سيصبح الرقص بالنسبة لملوك فرنسا وسيلة للتسلية المبهجة. 

أما اليوم، فقد أصبح الرقص في المجتمعات الحديثة فنا لم مكانة هامة، حيث بلغ درجة عالية من الكمال دون أن يكف عن كونه نشاطا مسليا (أساسا ) في الاحتفالات الشعبية، ولا عن كونه عنصرا ضمن الشعائر الدينية التي تقام في مجتمعات بدائية بقيت على حالها عبر العصور من غير أن تتطور. وقد يكون الرقص انفراديا أو جماعيا، كلاسكيا أو عصريا، تقليديا أو فولكلوريا أو ذا طابع مقدس......

يمكننا أن نلحق بكلمة رقص كثيرا من النعوت، وذا يبين مدى التعددية التي يتسم بها المجال الذي تدل عليه: فهي تشير إلى أسلوب في التسلي، و إلى ضرب من الفرجة، وإلى طريقة في التعبير الفني...والرقص ظاهرة اجتماعية بامتياز، وثيقة الارتباط - في تجلياتها - بصيرورة المجتمعات: فقد كانت للرقص علاقة بالسحر، و بالدين، وبالفولكلور ، و بالفن بشكل عام. وتاريخه لا ينفصل عن تاريخ الموسيقى. 

ثمة فرضيات عديدة في ما يتصل بظهور الرقص إلى الوجود. وفي كل من هذه الفرضيات، يطرح السؤال المعهود عن الأسبق زمنيا، أهو الرقص أم الموسيقى. هنالك نزوع عام إلى الاعتقاد بأن أصل الرقص يكمن في تلك الحركات التلقائية التي كان يسببها الانفعال أثناء إقامة طقوس سحرية ودينية خلال العصور الغابرة. ويمكن أيضا أن تكون الحركات -التي كانت وسيلة التواصل الوحيدة بين أسلافنا الأوائل - قد عرفت تحولات تدريجية جعلتها قريبة من الرقص، وذلك استجابة لضرورات العيش الجماعي المستجدة، وتوخيا للتعبير عن العواطف التي كانت تزداد إبهاما، والتي كان يستشعرها أسلافنا في خضم الحياة الاجتماعية التي ما انفكت وقتها تتعقد. ومن جهة أخرى، نشير إلى أن بعض الحركات التي تدخل ضمن الطقوس الدينية شبيهة نوعا بتلك التي يقدم عليها الراقصون حين يستبد بهم الانتشاء. كما أن الرقص كان يندرج ضمن القداس الإلهي، خلال العقود الأولى التي أعقبت ظهور المسيحية.


 

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان