الإنسان وأمراض الطفولة مدونة حكيم الحديثة

الإنسان وأمراض الطفولة

الإنسان وأمراض الطفولة

شارك المقالة

 الإنسان وأمراض الطفولة

الإنسان وأمراض الطفولة

مع ظهور تقنية التلقيح، لم يعد الآباء يخشون على أطفالهم من تلك الأمراض التي كانت تثير الرعب في الأزمنة الماضية. وللأسف فإن أطفال البلدان النامية لا يستفيدون كلهم من هذه التقنية الوقائية الفعالة.

إن المقصود بأمراض الطفولة هومجموع الأمراض الشائعة، و المعدية في غالبيتها، التي يتعرض لها الإنسان في تلك المرحلة المبكرة من حياته.ولحسن الحظ، فإن التلقيح قد ساهم مساهمة فعالة في الوقاية من بعض هذه الأمراض.

* الحصبة :

يتميز مرض الحصبة Rougeole بطفح جلدي. وهذا الطفح عبارة عن بقع حمراء أو وردية. وهو لا يظهر إلا بعد بضعة أيام على بداية المرض. وقبل ظهوره يبدو الطفل كما لو كان مصابا بزكام حاد. إثر ذلك تصير الأعراض الجلدية جلية على مستوى الوجه، قبل أن تنتشر تدريجيا بالجسم، من أعلى إلى أسفل. وترتفع حرارة الطفل أثناء ذلك، بكيفية ملحوظة.

وقد يؤدي مرض الحصبة إلى مضاعفات (أو عقابيل) ذات خطورة. خاصة في الأوساط الاجتماعية الفقيرة، حيث ينتشر الجهل وسوء التغذية. وبطبيعة الحال، فإن العلاج الطبي سوف يمكن من تفادي المضاعفات. غير أن الحل الأمثل هو التلقيح في مرحلة مبكرة من الحياة.

* السعال الديكي :

سمي هذا المرض بالسعال الديكي coqueluche لأن نوبات السعال التي تعتري المريض هي شبيهة فعلا، بصياح الديك. ومن مميزات نوبات السعال هذه أنها ترهق الطفل إرهاقا شديدا، خاصة إذا كان لا يزال في طور الرضاعة. بل إنها قد تتسبب له في اختناق مفاجئ. كما أن تكرار هذه النوبات قد ينعكس أسوأ انعكاس على الجهاز العصبي.

ولكل هذه الأسباب، يلح الأطباء على ضرورة إدخال الطفل المصاب إلى المستشفى، حيث سيخضع لعناية مركزة إلى أن تزول مرحلة الخطر. وخلافا لمرض الحصبة، الذي هو مرض فيروسي، فإن السعال الديكي مرض بكتيري. بمعنى أنه ينجم عن صنف خاص من البكتيريات.

وللتلقيح أهمية كبرى في الوقاية من هذا الداء.

* الخناق الغشائي :

تتسم أعراض الخناق الغشائي Diphtérie، في المرحلة المبكرة من المرض، بكونها شبيهة إلى حد ما بأعراض التهاب اللوزتين. لكن شتان ما بين هذا وذاك. فالبكتيريا المسببة للخناق الغشائي تفرز مادة سامة، يسميها الأطفاء السمين Toxine. وقد يصاب القلب بضرر شديد من جراء هذه السمين. و كذلك العضلات، التي تصير معرضة للشلل تحت تأثير هذه المادة السامة.

لكن لماذا سمي هذا المرض بالخناق الغشائي؟ إن هذه التسمية تعود إلى تلك الأغشية التي تكسو اللوزتين، والتي تعوق التنفس الطبيعي لدى المصاب بهذا الداء.

ويستوجب الخناق الغشاشي رعاية طبية مكثفة، في مستشفى يتوفر على كافة التجهيزات الضرورية.

ومثلما هو الشأن بالنسبة إلى الحصبة و السعال الديكي، فإن الطريقة الأمثل للوقاية من داء الخناق الغشائي تتجلى في تلقيح الطفل، في الوقت المناسب، و حسب جدول التلقيحات المعمول به في جل البلدان.

* النكاف :

يندرج مرض النكاف Oreillons ضمن الأمراض الشائعة، خاصة خلال الطفولة الأولى. ويشعر الطفل، في البداية، بألم تحت الأذنين، أي في المنطقة التي توجد بها الغدتان النكفيتان Glandes Parotides. ذلك أن مرض النكاف يتمثل، تحديدا، في التهاب هاتين الغدتين. وهو التهاب يتسبب فيه نوع خاص من الفيروسات.

وسرعان ما تتورم هاتان الغدتان، فيكتسي وجه الطفل مظهرا يبعث على القلق. ورغم ذلك، فإن النكاف مرض حميد، في معظم الحالات. و المشكل الوحيد الذي يطرحه هذا الداء هو أنه قد يؤدي- إن هو أصاب شخصا مراهقا أو بالغا - إلى التهاب في الخصيتين. وهو التهاب قد يتسبب في العقم. أما بالنسبة للأطفال الذين هم  دون سن المراهقة، فإن مرض النكاف لا يعرضهم لأي نوع من المضاعفات.

ويوجد، في الوقت الراهن، لقاح فعال ضد هذا المرض.

* الكزاز

لا يزال مرض الكزاز Tétanos، في عصرنا هذا، يؤدي إلى عدد كبير من الوفيات، خصوصا في بلدان العالم الثالث.

والكزاز مرض بكتيري، تتسبب فيه عصية بكتيرية قادرة على الصمود  حتى في الظروف المناخية القاسية. بمعنى أنها قد تعيش طويلا في التربة، أو في أي مكان، في انتظار ظروف أفضل.

وتنفذ هذه العصية البكتيرية إلى جسم الإنسان إذا ما جرح هذا الأخير بشيء صدئ على سبيل المثال. غير أنه لا ينبغي الاعتقاد بأن الأشياء الصدئة وحدها قد تتسبب في داء الكزاز. إذ أن هذا الأخير قد ينجم حتى عن نفاذ شوكة إلى الجلد! 

ويتميز هذا المرض بحدوث تقلصات عضلية شديدة. وأكثر هذه التقلصات خطورة هي تلك التي تصيب العضلات التنفسية.

ويمكن التلقيح من وقاية شديدة الفعالية من هذا المرض الوبيل، الذي يتهدد الكبار و الصغار على حد سواء.

* الجدري :

يعتبر مرض الجدري Variole مثالا ساطعا على نجاعة الطب الحديث. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية،سنة 1980، أنه قد تم القضاء نهائيا على هذا المرض الوبيل، الذي كان يمثل كابوسا حقيقيا بالنسبة للبشرية. أما آخر حالة جدري فقد تمت معاينتها، سنة 1977، بالصومال.

وبطبيعة الحال، لم تعد ثمة من حاجة إلى التلقيح ضد هذا الداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

Mohon Aktifkan Javascript!Enable JavaScript

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد مدونة حكيم الحديثة في مختلف المواضيع الإجتماعية اليومية

أحدث الأخبار الإقتصادية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

في الموقع الان